الاثنين، 8 يونيو 2020

الحجر الفكري

يقول أحد الشيوعيين القدامى انه في شبابه انضم الى حزب شيوعي وتحصل الحزب على منح دراسية لبعض أعضاءه في إحدى الدول الأوربية.
كانت تعليمات الحزب للطلاب بعدم دراسة التخصصات الإنسانية والتركيز على المواد العلمية فقط.
يبدو سطحيا أن الحزب كان يريد خلق جيل علمي من ضمن أعضاءه ولكن تبين أن السبب الحقيقي كان صرف أعضاء الحزب عن الرأي الآخر الذي يمكن أن يتسرب من دراسة مواد إنسانية كالفلسفة أو التاريخ أو علم الاجتماع.
كل الجماعات المؤدلجة تحاول أن تحصر منتسبيها ضمن فكرها وعقيدتها بحجة ان فكرها ومنهجها هو الحقيقة وان الفكر الآخر إنما هو ضلال ومروق.
وعادة يخبر المنتسب اليها انه حفاظا عليه ولكي لا يضل عن طريق الجماعة فمن الأفضل أن لا يطلع على أي فكر آخر.
الحقيقة انهم لا يخافون عليه انما يخافون على انفسهم من كشف عوار منهجهم وتهافت افكارهم.
وعندما يمرق أحد الأعضاء ويكتشف زيف بعض الأفكار وتهافتها فإن رد فعل الجماعة يكون قويا وصادما.
وكم سمعنا وعرفنا عن أناس و أشخاص انشقوا عن جماعات يحكون عن النظام الداخلي للجماعات وكيف كانت تدار بواسطة أساليب هي أقرب للدكتاتورية فيها يتم عبادة أفراد تماما مثل الطغاة.
ما كل ما يلمع ذهبا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق